همس القوافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس القوافي

منتدى عالم الرومانسيه والشعر والخواطر يشتمل على العديد من المواضيع العامه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حقيقة الصوره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 80
تاريخ التسجيل : 06/10/2007

حقيقة الصوره Empty
مُساهمةموضوع: حقيقة الصوره   حقيقة الصوره Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 08, 2007 2:06 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
(حقيقة الصورة)

عندما طلب مني ومن زملائي اعداد بحث حول الصورة الفوتوغرافية تبادر الى ذهني للوهلة الاولى قدرة الصورة الفوتوغرافية في التعبير عن الجمال والقدرة في اظهار معاني الجمال الكامنة في داخل الاشياء وكنت ارى بان الصورة الفوتوغرافية تتربع على عرش المخترعات في هذا القرن لما تحمله من قدرة فائقة في نقل الحقيقة الى الاخرين ولكن واثناء سيري في اروقة الجامعة استوقفتني صورة على الحائط تظهر سيدة لبنانية مصابة وتبكي طفلتها التي سقطت جراء الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان الشقيق , كان وقع هذا المشهد على نفسي كوقع الصاعقة فلقد غيرت هذه الصورة قناعاتي وبدات ارى الجانب الاخر للصورة الفوتوغرافية ذلك الجانب المظلم الذي تعكس من خلاله الصورة الفوتوغرافية بشاعة النفس الانسانية وهنا بدات اتذكر ماشاهدت من صور مؤلمة , صور بدات تدور في مخيلتي لشهداء فلسطين وصور راحت تهب على فكري لضحايا الحروب والصراعات في هذا الكون , وهنا بدات ابحث عن مراجع تناقش هذا الموضوع ولم اجد افضل من كتاب سوزان سونتاغ " الالتفـات إلى ألم الآخرين " - الصادر بالإنجليزية عن دار نشر هامش هاميلتون عام 2003 وفي نسخته العربية عن دار أزمنة بعمـان (يناير 2005) بترجمة مجيـد البرغوثـي وتقديم ( إلياس فركوح) والذي يعالج علاقة الصـورة بالحقيقـة, وما تضفيـه اللقطـة المأخوذة لمشهـد الألم الإنسانـي على الشخص المتألم, وما تحدثه الصـورة, من ثمّ, في الناظـر إلى تلك الصـورة وهنا اضع بين ايديكم مقتطفات من هذا الكتاب.

(الفصل الأول)

" تخيل إذن نثر صور متفرقة استُخرِجت من مغلف وصلَ ضمنَ بريد الصباح. تُظهر الصور الجثث المتداخلة لبالغين وأطفال. إنها تُظهر كيف أن الحرب تهَجِّر، تبعثر، تمزق، تسوي العالم المعمور بالأرض. ’قنبلة شقت الجانب،‘ تكتب قصة عن بيت في إحدى الصور. من المؤكد أن مشهد المدينة ليس مصنوعا من اللحم. ومع ذلك فان المباني المقطعة فصيحة كفصاحة الجثث في الشارع. ( كابول، سراييفو، موستار الشرقية، جروزني، وستة عشر فداناً من جنوبي مانهاتن بعد 11 سبتمبر، 2001، مخيم اللاجئين في جنين ...) أنظر، تقول لك الصور، هذا هو حالها، هذا ما تفعله الحرب. وذلك ما تفعله، أيضا. الحرب تمزق، تنتزع. الحرب تهتك، تقطع الأحشاء. الحرب تحرق. الحرب تقطع الأوصال. الحرب تدمر.
أن لا تتألم لمرأى تلك الصور، أن لا تنفر منها، أن لا تكافح من أجل إزالة ما يسبَّبُ هذا الدمار، وهذا الذبح – كل هذه بالنسبة لوولف، ردود أفعال وحشٍ من الناحية الأخلاقية. وتقول: نحن لسنا وحوشاً، نحن أعضاء الطبقة المثقفة. فشلُنا فشلٌ للخيال، للتفهم: لقد فشلنا في إبقاء هذا الواقع في الذهن".

**************

" أن قضية العداء للحرب لا تعتمد على معلومات حول من ومتى وأين؛ إن عشوائية عمليات الذبح القاسية دليلٌ كافٍ. وبالنسبة لأولئك الموقنين بان الحق في جانب والإضطهاد والظلم في الجانب الآخر وان القتال يجب أن يستمر، فان الأمر الهام هو بالتحديد من هو القتيل ومن الذي قتله. فبالنسبة لليهودي الإسرائيلي، فان صورة طفل مزقه الهجوم على سبارو بيزاريا داخل مدينة القدس هي في المقام الأول صورة طفل يهودي قتله انتحاري فلسطيني. وبالنسبة للفلسطيني، فان صورة طفل مزقته دبابة في غزة هي في المقام الأول صورة طفل فلسطيني قتلته المدافع الإسرائيلية. وبالنسبة للعسكري، فان الهوية هي كل شيء. وكل الصور تنتظر توضيحها أو تزييفها من خلال الشرح عليها. وأثناء القتال بين الصرب والكروات في بداية الحروب الأخيرة في البلقان، فان نفس صور الأطفال الذين قتلوا خلال قصف إحدى القرى وزعت في جلسات الاستماع الدعائية لكل من الصرب والكروات. بدل الشرحَ المكتوب، وعندها يمكن أن تستعملَ موتَ الأطفال مرةً بعد مرة.

**************


إن صور المدنيين القتلى والبيوت المهشمة قد تساعد على تسريع الكراهية للعدو كما فعل تكرار بث صور الدمار الذي لحق بمخيم اللاجئين في جنين في إبريل 2002 على مدار الساعة بواسطة قناة الجزيرة، شبكة التلفزيون الفضائية العربية ومقرها في قطر. كانت المشاهد الفيلمية مهيَّجة للكثيرين ممن يشاهدون قناة الجزيرة عبرَ العالم، إلا أنها لم تقل لهم شيئا عن الجيش الإسرائيلي ولم يكونوا مهيأين أصلا لتصديقه. وفي المقابل، فان الصور التي تقدم الدليل الذي يناقض المعتقدات الحميمة، يتم رفضها بإصرار على أساس أنها أعِدت من أجل الكاميرا. وبالنسبة للتوثيق بالصور الفوتوغرافية للأعمال الوحشية التي يرتكبها الجانب الذي ينتمي إليه الشخص، فان الاستجابة القياسية هي أن تلك الصور مفبركة، وأن ذلك العمل الوحشي لم يحدث، تلك جثث أحضرها الجانب الآخر من معرض الجثث بالمدينة بواسطة شاحنات ووضعها على جنبات الشارع، أو أنها، نعم، حدث ذلك والجانب الآخر هو الذي فعلها، بنفسه. هكذا استمر مسئول الدعاية في حركة التمرد الوطني بقيادة فرانكو يقول إن الباسك هم الذين دمروا مدينتهم القديمة وعاصمتهم السابقة، جرينيكا، في 26 إبريل، 1937، بوضع الديناميت في البالوعات ( وفي رواية لاحقة، بإسقاط قنابل صنعت في مناطق الباسك ) وذلك من اجل إثارة السخط عليهم في الخارج وتقوية المقاومة الجمهورية. وهكذا أيضا استمر غالبية الصرب الذين يعيشون في صربيا أو خارجها يقولون حتى نهاية حصار الصرب لسراييفو، وحتى بعد ذلك، بأن البوسنيين أنفسهم ارتكبوا مجزرة ’خط الخبز‘ المرعبة في مايو 1992 و ’مجزرة السوق‘ في فبراير 1994، بإطلاق قذائف ثقيلة على وسط عاصمتهم أو بزرع الغام من أجل خلق بعض المشاهد الرهيبة على نحو استثنائي أمام كاميرات الصحفيين الأجانب لحشد مزيد من التأييد الدولي للجانب البوسني".

**************
الفصل الثامن

بالتوقف أمام الشاشات الصغيرة، التلفزيون، الحاسوب، الشاشة اليدوية – نستطيع ان نبحث عن صور وتقارير موجزة عن الكوارث عبر العالم. ويبدو كما لو أن هناك كمية من مثل هذه الأخبار أكثر من ذي قبل. من المحتمل أن يكون هذا وهماً. انه ليس أكثر من مجرد انتشار الأخبار ’ في كل مكان ‘. ومعاناة بعض الناس تلقى اهتماما حقيقيا لدى جمهور ما ( إذا سلمنا بوجوب الاعتراف بأن للألم جمهورا ) اكبر بكثير مما تلقاه معاناة غيرهم. إن توزيع أخبار الحرب الآن على نطاق عالمي لا يعني إن القدرة على التفكير في آلام الناس البعيدين عنا أصبحت أكبر كثيراً. ففي حياة حديثة – حياة بها سطحية في الأشياء التي نُدعى إلى الانتباه لها – يبدو من العادي أن نتحول عن الصور التي تجعلنا نشعر ببساطة بان حالنا سيء. وعدد اكبر من الناس سيحولون القنوات إذا كرست وسائط الأخبار وقتا أطول لتفاصيل المعاناة الإنسانية التي تسببها الحرب وغيرها من الشرور. ولكن قد لا يكون صحيحا أن استجابة الناس أصبحت أقلّ.
أن لا نتغير كلياً، أن يكون في استطاعتنا أن نبتعد، أن نقلب الصفحة، أن نغير قناة التلفزيون لا ينفي القيمة الجمالية لهجمة تشنها الصور. ليس عيبا أننا لا نحترق، أننا لا نعاني بما فيه الكفاية، عندما نرى هذه الصور. ولا يفترض في الصورة ان تصلح جهلنا بالتاريخ وأسباب المعاناة التي تلتقطها وتؤطرها. ان مثل هذه الصور لا يمكنها أن تكون أكثر من دعوة للإنتباه، للتأمل، للتعلم، لفحص مبررات المعاناة التي تقدمها القوى الراسخة. من الذي سبَّبَ ما تظهرة الصورة؟ من المسئول؟ هل يمكن التسامح؟ هل كان حتميا؟ هل هناك أحوال قبلنا بها حتى الآن يجب أن نتحداها؟ كل هذا، مع إدراكنا أن الغضب الأخلاقي، مثله مثل التعاطف، لا يمكن أن يُملي مَساراً للعمل.
إن الإحباط الناجم عن عدم القدرة على القيام بأي عمل إزاء ما تظهره الصور قد يُترجم الى اتهام بعدم اللياقة في مشاهدة مثل هذه الصور، أو بعدم لياقة الأساليب التي توزع بها مثل هذه الصور - محاطةً، كما قد تأتي، بالإعلان عن كريمات مرطبة للبشرة، ومسكنات للالم و SUV. إذا كنا نستطيع ان نفعل شيئا ازاء ما تظهره الصور، فلربما لا نهتم كثيرا بمثل هذه الأمور.
يعاب على الصور كونها طريقة لمراقبة المعاناة عن بعد، كما لو كانت هناك طريقة اخرى للمراقبة، ولكن المراقبة عن قرب – بدون واسطة الصورة – تظل أيضا مجرد مراقبة.
وبعض العيوب التي تؤخذ على صور الأعمال الوحشية لا تختلف عن تشخيص البصر نفسه. فالبصر لا يتضمن جهداً، البصر يتطلب مسافة مكانية، البصر يمكن إغماضه ( لدينا أجفان على عيوننا، وليس لدينا أبواب على آذاننا ). إن نفس الصفات التي جعلت الفلاسفة اليونانيين القدامى يعتبرون البصر أفضل وأنبل الحواس أصبحت الآن ترتبط بالعجز.
هناك إحساس بوجود خطا من الناحية الأخلاقية في الجانب التجريدي للواقع والذي يقدمه فن التصوير؛ وان المرء ليس له الحق في المرور بتجربة الآخرين من مسافة ما، مجردة من قوتها الخام؛ إننا ندفع ثمنا إنسانيا ( أو أخلاقيا ) عاليا جدا لاؤلئك الذين أعجبوا حتى الآن بمزايا النظر- الوقوف بعيدا عن عدوانية العالم وهو ما يحررنا من اجل الملاحظة والانتباه الانتقائي. ولكن هذا فقط وصف لوظيفة العقل نفسه.
ليس هناك خطا في الوقوف بعيدا والتفكير. وهنا أعيد صياغة أقوال عدة حكماء: ’لا احد يستطيع ان يفكر ويضرب أحداً في نفس الوقت.‘
حازم السويطي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alquafe.ahlamontada.com
 
حقيقة الصوره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس القوافي :: منتدى القضايا الاعلاميه-
انتقل الى: