بسم الله الرحمن الرحيم
(عصر التلفزيون)
مع بدايات القرن العشرين ظهر التلفاز وبداية لابد لنا من التعرف على نشاة التلفزيون حيث اخترعه العالم البريطاني جون بيرث وذلك عام 1924 وتمكن من نقل صورة باهتة بواسطة اجهزة استحدثها ومنذ عام 1929-1930 تطورت هذه الوسيلة واذيعت اول تمثيلية تلفزيونية من هيئة الاذاعة البريطانية واختصرت على صورة الراس والصدر وبهد تجارب طويلة تم تطوير الكاميرا التلفزيونية بحيث اصبحت تنقل الصورة كاملة وفي عام 1931 تمكن جون بيرث من نقل سباق (الدربي) وهو سباق شهير للخيول من خلال كاميرا التلفزيون المطورة وفي عام 1936 بدا اول ارسال تلفزيوني من قبل هيئة الاذاعة البريطانية .
اما في العالم العربي فبدا البث في عام 1960 في جمهورية مصر العربية في عهد الرئيس الراحل الخالد في قلوبنا ( جمال عبد الناصر).
اما في العصر الراهن فلقد اخذت شاشة التلفزيون الصغيرة تنسحب على معظم المخترعات الإلكترونية الحديثة فهي شاشة الكمبيوتر وشاشة الانترنيت وشاشة حتى للتلفون والعملية مازالت جارية وكل هذه الشاشات الصغيرة لكونها تعيش معنا في بيوتنا فهي شاشات تقترب في مجملها من كونها ذات نكهة تلفزيونية.
ويعد اليوم التلفزيون ظاهرة العصر بلا منازع وأثره غدا واضحاً كونه يكاد يصبح أحد أفراد العائلة وليس أحد مقتنياتها فمعه تحلو الرؤيا ويحلو الاستماع أيضاً وبرامجه فيها الكثير من التوجيه والإرشاد اللامباشرين كي نكون محافظين على جماليات الحياة ما ليس ضروري لإثباته.
إن التلفزيون اليوم هو قائد ثقافي يطلعنا على ما يجري في العالم (لحظة بلحظة) عبر شاشته الصغيرة فإضافة لكونه معلمافهو الصديق والمؤنس والملاذ في ظل تسارع الاحداث وتشابكها.
وتقول إحدى الإحصاءات الميدانية أن عدد ساعات مشاهدة الفرد العربي الواحد لعائلة تمتلك جهاز تلفزيون تتراوح بين 3 – 4 ساعات يومياً في حين تزداد نسبة المشاهدين له من الأجيال الصاعدة بصورة ملحوظة لا ينكرها أحد ولعل من الثابت أن التلفزيون لم يعد جهاز تقليدي بل عصري متجدد باستمرار بتجدد وسائل الاهتمامات الحديثة في استمتاع الذات بالوقت وسد الفراغ فيه بما يعود بالفائدة الثقافية وعلى الجانب الاخر الم يكن للفضائيات التي تختص بالاغاني وتعرض الفيديو كليب بشكل مستمر او تعرض اخر ماوصلت الية الموضة او تقنية صناعة السيارات مثلا دورا اساسيا في تزايد اقبال الاجيال الصاعدة على التلفاز.
إن ما بقي قوياً في المجتمعات العالمية بصورة عامة هو وجود الألفة المتجددة مع هذا الجهاز الصغير (التلفزيون) حتى غدا التعرف على ما يبثه من برامج ضمن أبجديات الحياة اليومية حيث لا يوجد أشخاص لم يتذوقوا برامجه ومواده المبثة ولغة التلفزيون أصبحت مفهومة حتى رموز الصور التي يعرضها بكل وضوح أضحت مفهومة أمام الجمهور المشاهد الذي لم تشغله أي من المخترعات بقدر ما اشغله جهاز التلفزيون.
وحيث لا قيمة ترفيهية في بيت عائلي يخلو من جهاز تلفزيون فالعائلة التي تملك
جهاز تلفزيون هي محظوظة مقارنة لمن حرم من امتلاك جهاز تلفزيون بالنسبة
للعوائل الفقيرة أو التي تعاني من حرمان ومشاكل مالية مستعصية إن ما يمكن
تسميته بـ(ثقافة التلفزيون) ليست قليلة لكن يبقى ما ينبغي الحذر منه مما يعرضه
التلفزيون أن يكون تحت اختيار إيجابي ومقاطعة أي عروض يستشف منها تراجعاً
عن الأخلاقيات البناءة التي يتمتع بها كل مجتمع حضاري بروح رسالته في الحياة
وليس بجانبها المادي.
والتلفزيون كغيره من المخترعات الحديثه هو سلاح ذو حدين فهو سلاح علم ومعرفة
لمن اراد ان ينهل منه بالعلم والمعرفة وهو سلاح فساد وتفرقة لمن سولت له نفسة
اتباع اهواء النفس , مع الاخذ بعين الاعتبار غياب الرقابة الحقيقية على البرامج
التلفزيونية والتي بات لنا الكثير من الملاحظات عليها وكذلك غياب الكادر الاعلامي
الحقيقي والقادر على توجيه بوصلة الامة وخير مثال على ذلك ما نعيشة في قسم
الاعلام في جامعتنا الموقرة من غياب للامكانيات الاساسية لاحتراف مهنة الاعلام
وخاصة غياب ستوديو مجهز بما يلزم مما يخلق جوا من الاحباط والياس لدى كل من
الطلبة والهيئة التدريسية في القسم ونسال الله ان تحل هذه المعضلة باسرع وقت
ممكن وفي النهاية كان لابد لي من طرح بعض ميزات التلفزيون ومنها:-
1- يعتمد التلفزيون على الصورة الحية والصوت مما يكفل لها المصداقية بين الجماهير.
2- امكانية نقل الحث لحظة وقوعة (خدمة البث المباشر).
3- امكانية المشاركة والتفاعل مع الجمهور.
4- الاختصاص في المواضيع فمثلا هناك تلفزيون اخباري او فني او رياضي او اقتصادي وغيرها من الاختصاصات الاساسية في الحياة.
5- بحكم المصداقية التي يتمتع بها التلفزيون له حمهورة الواسع.
6- المؤانسة وهي سلاح ضد العزلة.
حازم السويطي
---------------------------------------------------------------------