حزب اعداء النجاح

حزب اعداء النجاح ..!
يعتبر حزب اعداء النجاح من أقدم الاحزاب في العالم..! وان كان هناك بعض المؤرخين يضفون عليه صبغة محلية شرق اوسطية.. على اعتبار ان رائده او مؤسسه الاول في هذه الديار والذي عرف باسمه وذاع صيته في الآفاق هو – فاشل بن كسلان الخرندعي- ويقال انه احد "تنابل" السلطان عبد الحميد.. على ما يذهب بعض هؤلاء الرواة والمؤرخين..!

ويروى عن "الخرندعي" هذا، انه كان لا "يصحصح" من النوم والكسل الا لالتهام طعام او العب من الملذات والمسرات والافراح والليالي الملاح ثم الخلود الى النوم حتى تشقشق انوار الصباح..! فيمضي وقته في "الهشك بشك" وعلى "قولة".. اليوم خمر وغدا ايضا خمر..! كما يروى عنه انه كان "يفطس" خوفا من الموت ومن عزرائيل قباض الارواح..وانه سمع ذات مرة وهو يتمنى اذا حضره الموت ولا بد..! ان يموت مثل "ميتة" اعرابي يقال له – ابو خارجة- ..الذي بعد ان تناول "المقبلات" بلغة هذه الايام.. التهم خروفا "رمسيا" محشيا.. وشرب زقا من الخمر وازدرد "جاطا" من الفواكة الطازجة و"المحليات"..ثم اضطجع في ظل شجرة وارفة الظلال تصدح على اغصانها البلابل.. ونام .. فمات وهو نائم.. اي انه مات شبعانا ريانا سكرانا "ثملا" طربانا..؟!

ثم مات صاحبنا "الخرندعي".. والذي خلف ما مات .. صح .. يا رجال..! فها هم تلاميذه تفوقوا على استاذهم ومعلمهم في مجالس النميمة و"التنبلة" واطلاق الاشاعات ومراقبة الناس خاصة الناجحون منهم.. رغم معرفتهم انه.. قد مات هما من راقب الناس..! وفي المقاهي الشعبية "يبرون" السنتهم الحداد "السلاط" ضد فلان وعلنتان..! وفي المؤسسات والدكاكين الورقية او الكرتونية على ابعد تقدير.. تراهم وقد راحوا "يشلون" عرض كل ناجح في هذه الحياة الدنيا ..! فما ان يشموا خبرا.. او رائحة شخص ما قد اصاب شيئا من النجاح في حياته العملية او الاكاديمية حتى "يطيحوا" في سمعته وفي ساحته..! ويلعنوا سنسفيل اجداده الاوائل..! فاذا كان تاجرا او رجل اعمال.. وقاصدا باب الكريم.. وقال له الكريم خذ.. استلموه .. وصار في زعمهم محتالا نصابا.. يشتغل في الحرام..ولا بد ان يكون قد تاجر في الممنوعات او لعب "الروليت" والقمار و"الهاي جاك " في الكازينوهات..! ولا بد انه تاجر ويتاجر في " الابيض" او في " الاخضر المزيف".. ! واذا كان صاحب جريدة او صحفيا واعلاميا قد الدنيا.. فهو " بياع كلام" .. ولا بد انه قبض الشيء الفلاني من جهاز المخابرات العلاني او انعمت عليه هذه الحكومة او تلك بالعطايا السخايا..! فهو صاحب ضمير "كاوتشوك".. وليس عنده ذمة او امانة او اية مواقف مبدئية.. اما هم – يخزي العين عنهم- فهم من احسن الناس واخلصهم..!

واذا كان شخصية عامة واجتماعية اعتبارية ناجحة.. فلا بد انه حرامي و"سراق" ومرتش..حتى وصل الى ما وصل اليه..او انه مختلس وصاحب سوابق..واذا قلت لهم.. انه لا يجوز التعميم ورمي جميع الناجحين بالحجارة..! وانه هناك اناس فعلا مجتهدين وناجحين وافنوا اعمارهم في الكد والجد والتعب حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه .. وهذا حقهم.. وجاء نتيجة تعبهم وعرق جبينهم..! وهذه سنة الحياة.. فكما يوجد ناجحون .. يوجد ايضا فاشلون ومتعثرون ومتسلقون.. وانه يجب التفريق بين هذه الانواع.. والا ذهب الصالح مع الطالح .. والطائع راح بجريرة العاصي.. وهكذا..! فهذه طبيعة الاشياء والحياة البشرية.. والناس اجناس.. والناس مقامات وطبقات..؟! كما ان هناك حكومات وسلطات.. لا يعقل ان تترك الحبل على الغارب لمن يريد ان ينهب او يسرق او يحتال او يختلس.. وهي لا تسمح بالمتاجرة بالممنوعات او حصول اختلاسات او الى غير ذلك ..! والا صارت الدنيا فوضى وسبهللة واصبحنا نعيش في حارة كل مين ايدو اله..؟! فهم يشككون بالناس خاصة الناجحين المحترمين على الطايحة والطالعة..! ويضعونهم كلهم في سلة وخانة واحدة مع الفاسدين والدجالين والافاكين.. ولكنهم يجيبوك بعد ذلك..فهم لا يعدمون اجابة.. يجيبون قائلين ومرددين "موشحهم" المعروف " مرحبا حكومة" ..! بل الى اكثر من ذلك يذهبون في شططهم .. فاذا صادف وبرز او نبغ احد الباحثين علميا وحصل على دكتوراة في علم ما من العلوم .. قالوا.. لا بد انه لطش او انتحل ابحاثه من مراجع عالمية..! فشعارهم.. باختصار هو.. "ويل للناجحين الذين هم عن الفشل غافلون"..! واذكر مرة انهم اتهموا شخصا بانت عليه النعمة فجأة بأنه قد باع حصته في الاقصى والحرم الشريف..؟! وقد حلفوا امامي ان هذ قد حصل..؟! وفي موجة البيانات المشبوهة التي طالت شرف وطهارة بعض الشرفاء.. اعجبتني مقولة لفيلسوف واستاذ جامعي كبير قالها لاحد الاشخاص المحترمين الشرفاء والذي ورد اسمه في بعض تلك البيانات الحقيرة.. قال الفيلسوف.. كلما صدر بيان مثل هذا.. ضعة تحت قدميك وادعس عليه .. فهو يجعل قامتك اطول..! صدقت يا فيلسوف زمانك..!
حازم السويطي